بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

الصدقة من أعظم القربات إلى الله عز وجل، فهي تطهر النفس وتزيد البركة في المال وتمنح القلب راحة واطمئنانًا. ومن أفضل الأوقات التي تُضاعف فيها الأجر وتزيد فيها البركة، هو يوم الجمعة؛ يوم مبارك تميز بفضل عظيم عند الله.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم وفيه أُدخل الجنة، وفيه أخرج منها”. ومن فضل الله علينا أن جعل هذا اليوم فرصة مضاعفة للعمل الصالح، وأعظم الأعمال الصالحة هو الإنفاق في سبيل الله. فالصدقة يوم الجمعة تزيد الأجر والثواب لما له من منزلة خاصة.

صدقة الجمعة ليست فقط لدعم المحتاجين، بل هي وسيلة عظيمة لتنمية المجتمع وتكافله، وتعميق الروابط الإنسانية بين أفراد المجتمع. فعندما يتصدق المسلم يوم الجمعة، يسهم في تخفيف معاناة الفقراء والمحتاجين، ويزرع بذور الرحمة والتكافل في قلوب الآخرين.

كما أن الله سبحانه وتعالى وعد المتصدقين بالزيادة في الرزق والبركة في المال. قال تعالى: “مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل، في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء” (البقرة: 261). فالصدقة في يوم الجمعة قد تكون بابًا لزيادة الخير والرزق من حيث لا يحتسب الإنسان.

أحبتي في الله، لنجعل يوم الجمعة فرصة للتقرب إلى الله بالصدقة، ولنساهم معًا في تخفيف معاناة إخواننا المحتاجين، ودعم جهود لجنة الزكاة في ولاية عبري، لتحقيق التكافل الاجتماعي والوقوف جنبًا إلى جنب مع المحتاجين.
فلنتصدق ولو بالقليل، فإن القليل في عين الله كثير، وإنها لصدقةٌ تطفئ غضب الله وتفتح أبواب الجنة.

نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يوفقنا جميعًا لما فيه خير الدنيا والآخرة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.